قوة الآن.

وقت القراءة: 2 دقائق

/

/

تُعد قوة الآن مقاربة إدارية حيوية للإنجاز الفوري للمهام التي لا تتطلب سوى استثمار اللحظة الآنيّة وتفعيلها وعدم هدرها، ليست الفكرة دعوة مجردة للتحرك، فليست كل حركة تعني الوصول، بل إطار عملي يعزز إنتاجية الأفراد والمؤسسات.

تُجسِّد هذه الفلسفة نهجًا عمليًا للتحول من التأجيل غير المُبرر إلى التنفيذ الفوري، مما يضمن تقليل الهدر الزمني وتعظيم استثمار الوقت المتاح، فالنجاح والإنجاز لا يُحقق بالانتظار والتبديد، بل بالمبادرة والاستجابة والأخذ بالزمام والاستفادة من الموارد المتاحة ومنها اللحظة الحاضرة، فكل خطوة تُضاف إلى أخرى تُشَكِّل مسارًا واضحًا نحو تحقيق الأهداف! تأتي هذه الفكرة في وقتٍ يتزايد فيه إدراك المؤسسات لقيمة الوقت كأصل قيّم حتى انتقلت في استثمارها من حجم الوقت إلى كفاءة الوقت، سيّما في بيئة تتطلب سرعة اتخاذ القرار والتنفيذ معًا في آنٍ واحد.

التأجيل هو ما يقابل استثمار قوة الآن، يُثقل التسويف كاهل الفرد؛ فتتراكم المهام وتتضاءل فرص التنفيذ وفق المعايير العالية، ويصبح تنفيذ ما كان سهلاً في البداية معقدًا وثقيلاً، كما يُضيق الخناق على جودة الوقت وبالتالي جودة المُنتج! يُشكِّل عدم استثمار اللحظة الحاضرة عبئًا على التقدم والتطور الذي لا يأتي فجأة بل بالتراكم، وقد يُحرم المرء من النمو الذي كان يمكن أن يكون لو اُستثمر مورد الوقت بكفاءة.

الإنجاز الفوريّ للمهام الصغيرة -كما في قاعدة الدقيقتين- يقلل من تراكمها ويخلق شعورًا بالإنجاز السريع مما يعزز الدافع لمزيد عمل وإنجاز، وتسهم هذه الإنجازات الصغيرة في بناء الثقة والشعور بالتقدم الفوري والذي مَهما كان يسيرًا فإنه يُشعل الحماس لمواصلة الإنجاز وتحقيق نتائج ملموسة.


شارك المقال